الرئيسية
مقتطفات من شعر الخنساء رضي الله عنها :
أبني سُلـيم
أبني سُليـم إن لقـيـتــم فقعـســـاً
في محـبــس ضـنــكٍ إلـى وعــــــر
فالقـوهم بسيـوفكـم ورمــاحـكــــم
وبنضخـــةٍ فـي اللـيـل كــالقـطـــــر
حتى تفـضـــوا جمـعـهــم وتذكــروا
صخـــــراً ومصـــرعــــه بـــلا ثــــــأر
وفـوارســـاً منــــا هنـــالك قُتلـــــوا
في عـثـرةٍ كــانـت مــن الـدهــــــر
لاقى ربيعـة في الوغـى فـأصــابـه
طعــــن بـجــائفــه إلى الـصــــــدر
بمقـوم لـــدن الكعــوب سنــانـــــه
ذرب الشبــــاة كقـــادم النـســــــر
ونجا ربيعة يــــــوم ذلك مرهـقــــــاً
لا يــأتـلــي فـي جــــوده يجـــــري
فأتت به ، أسل الأسنـة ، ضـــامــر
مثل العـــقاب غــــدت مـن الوكــــر
ولقــد أخـــذنا خـــالــداً فـــأجــــاره
عــــوف وأطــلــقــه عـلـى قـــــــدر
ولقــــد تـارك رأيـــنـــا في خـالـــــدٍ
ما ســـاء خـيـــلاً آخـــــر الــدهـــــر
فرع لفرع كريم
قــــذى بـعـيـنــك أم بـالعـيـن عـــــوار
أم ذرفت إذا خلت من أهلها الــــــدار
كـــان عــيـنـي لذكـــراه إذا خـطـــرت
فيض يسيل على الخـــــدين مــــدرار
تبكي لصخر هي العبـراء قد ولــهـت
ودونه من جــديـد التــراب أسـتـــــار
تبكي خناس فما تنـفـك ما عـمــــرت
لهـــــا عـليــه رنـيـن وهـي مفـتــــار
تبكي خناس على صخر وحــق لـهــا
إذ رابهــا الـدهـر والـدهـر ضـــــرار
لابـد مــن ميتـةٍ فـي صرفهــا عـــبـر
والدهـر في صرفــه حـول وأطـــوار
قد كان فيكم أبــو عمــروٍ يسـودكــم
نعـــم المعـمـم للـــداعـيـن نـصــــار
صـلب النـحيـزة وهـاب إذا منعــــوا
وفي الحروب جري الصدر مهصـار
يا صخـر وارد مـــاءٍ قــــد تنـــاذره
أهل المـــارد مـا فـي ورده عـــــار
مشى السبنتى إلى هيجاء معضلةِ
لـه ســلاحــان : أنـيـاب وأظـفــــار
وما عـجــول عـلــى بـوِ تـطـيف به
لهـــا حنـيـان : إعــلان وإســــرار
ترتــع مارتعـت ، حتى إذا اد كرت
فإنـمـــا هـي إقــبـــــــال وإدبـــــــار
لاتسمن الدهر في أرضٍ ، وإن رتعت
فـإنمـــا هـي تحنـــــــان وتسجــــار
يومــــاً بـــأوجــد مـني يوم فـارقني
صخــر وللـــدهر إحـــلاء وإمــرار
وإن صخــــراً لـوالينــــا وسيـــدنــا
وإن صخـــــراً إذا نشتــو لنحــــــار
وإن صخــراً لمقـــدام إذا ركبـــــوا
وإن صخــراً إذا جـــاعـوا لعـقـــار
وإن صخــراً لتـــأتــم الهـــداة بــه
كـأنه عـلـــم عـــلى رأســــه نـــار
جـلـــد جـمـيـل المـحـيا كامل ورع
وللحــروب غـداة الـروع مسعــار
حمــــال ألــــويةٍ هبــــاط أوديــــةٍ
شهـــــاد أنـــديةٍ للجـيـش جــــرار
نحــــار راغـيةٍ ملجـاء طـــاغـيـةٍ
فكـــاك عـــانـيـةٍ للعـــظـــم جـبـار
فقـلت لمـا رأيـت الـدهر ليـس لـه
معـــاتـب وحـــده يســـــدي ويـنار
لقــد نعـى ابـن نهـيـكٍ لي أخاً ثقةٍ
كانــت تـــُرجــم عـنـه قـبـل أخبار
فـبـت سـاهــرةً للنـجـم أرقـــبــــه
حـتى أتى دون غور النجم أستار
لـم تــــره جــارةٌ يمشي بساحتها
لريبةٍ حـيــن يخـلي بـيـتـه الجـار
ولا تـــراه ومـا في البـيـت يأكـله
لكنـه بـــارزٌ بالصحــن مـهـمـــار
ومطعم القوم شحماً عند مسغبهم
وفي الجدوب كريم الجد ميســـــار
قد كـان خالصتي من كل ذي نسبٍ
فقد أصيب فمــا للعـيـش أوطـــــار
مثل الردينيي لــم تـنـفـد شبـيـبـتـه
كــأنه تـحـت طـي الـبـرد أســـوار
جهم المحيا تضيء الليل صورته
آباؤه من طـوال السمــك أحــرار
مورث المجــد مـيـمـون نـقيبتـــه
ضخم الدسيعة في العزاء مغوار
فــرع لفــرعٍ كريم غير مؤتشبٍ
جلـد المـريـرة عـنـد الجمع فخـار
في جـوف لحــدٍ مقيـم قـد تضمنه
في رمسـه مُقطمـــرات وأحجــار
طـلق اليدين لفعل الخير ذو فجـرٍ
ضخـم الدسيـعـة بالخيـرات أمـار
ليبكـه مُقـتـر أفـنـى حــــريـبـتـــه
دهــــر وحالفـه بـؤس وإقـتـــــار
ورفقــه حار حاديهـــم بمهلكــــةٍ
كأن ظلمتها في الطخيــة القــــار
ألايمنع القوم إن سألوه خلعـتـــه
ولا يجـــاوزه بـالليــــل مُــــــــرار
ضامن المعروف وقاري الضيوف
أعــيـنـي هــلا تـبـكـيـان عـلى صـــخـر
بــدمــــع حـثيـث لابـــكيء ولا نــــــزر
وتستـفـرغان الدمــــع أو تـــذريـــانـــه
على ذي الندى والجود والسيد الغـمــر
فمــا لكـمـا عـــن ذي يـمـيـنيـن فـابكيــا
عـلـيه مع الباكـي المسـلـب من صـبــر
كـــأن لـــم يـقـــل أهــلاً لطــالب حـاجـةٍ
وكـــان بـلـيــج الـوجـه مـنشرح الصدر
ولــم يغـــد فــي خيــــل مجــنـبـة القـنــا
ليـــروي أطــــراف الـرديـنـيـة السـمــر
فشـــأن المنــايــا إذ أصـابـك ريـبـهـــــا
لتغـــدو عــلى الفـتـيـان بعدك أو تسري
فمـن يضمـن المعـروف في صلب ماله
ضمــانك أو يـقـري الضيوف كما تقري
ومبـثـوثةٍ مـثـل الجــــراد وزعـــتهــــــا
لهــــا زجــل يــمـلا القلوب من الذعـــر
صبحتـهــم بـالخيــل تــــردى كــأنـهـــــا
جــراد زفـتـه ريـــح نجـــد إلى البحــــر
وكـــأن قـــرنـت الحـق من ثوب صفوةٍ
ومــن سـابـح طــرفٍ ومـن كـاعب بكر
وقــائـلــه والنعـش قـد فـات خطـوتهـــا
لتـدركـه: يا لهف نفـسي عـــلى صخــر
ألا ثـكـلـــــت أم الــــــذين مشــــوا بـــه
إلى القــبــر مــاذا يحملــون إلـى القبـر
ومــاذا يــواري القـبــر تحـت تــرابـــته
مــن الخـيـر، يا بؤس الحوادث والدهر
ومِ الحــزم في العـزاء والجـود والندى
غـــداة يـرى حلف اليســـارة والعـســر
لقـــد كـــان فـــي كــل الأمــــور مُهـذباً
جليــل الأيـــــادي لا ينهـنـــه بـالــزجــر
وان تلقـــه فـي الشـرب لا تلق فاحشـاً
ولا نـاكثــاً عـقــد الســرائــر والصـبــر
فلا يبعــدن قـبــر تـضـمـن شـخـصـــــه
وجـــاد عــليــــه كـــل واكـفــة الـقـطــر
أبني سُلـيم
أبني سُليـم إن لقـيـتــم فقعـســـاً
في محـبــس ضـنــكٍ إلـى وعــــــر
فالقـوهم بسيـوفكـم ورمــاحـكــــم
وبنضخـــةٍ فـي اللـيـل كــالقـطـــــر
حتى تفـضـــوا جمـعـهــم وتذكــروا
صخـــــراً ومصـــرعــــه بـــلا ثــــــأر
وفـوارســـاً منــــا هنـــالك قُتلـــــوا
في عـثـرةٍ كــانـت مــن الـدهــــــر
لاقى ربيعـة في الوغـى فـأصــابـه
طعــــن بـجــائفــه إلى الـصــــــدر
بمقـوم لـــدن الكعــوب سنــانـــــه
ذرب الشبــــاة كقـــادم النـســــــر
ونجا ربيعة يــــــوم ذلك مرهـقــــــاً
لا يــأتـلــي فـي جــــوده يجـــــري
فأتت به ، أسل الأسنـة ، ضـــامــر
مثل العـــقاب غــــدت مـن الوكــــر
ولقــد أخـــذنا خـــالــداً فـــأجــــاره
عــــوف وأطــلــقــه عـلـى قـــــــدر
ولقــــد تـارك رأيـــنـــا في خـالـــــدٍ
ما ســـاء خـيـــلاً آخـــــر الــدهـــــر
فرع لفرع كريم
قــــذى بـعـيـنــك أم بـالعـيـن عـــــوار
أم ذرفت إذا خلت من أهلها الــــــدار
كـــان عــيـنـي لذكـــراه إذا خـطـــرت
فيض يسيل على الخـــــدين مــــدرار
تبكي لصخر هي العبـراء قد ولــهـت
ودونه من جــديـد التــراب أسـتـــــار
تبكي خناس فما تنـفـك ما عـمــــرت
لهـــــا عـليــه رنـيـن وهـي مفـتــــار
تبكي خناس على صخر وحــق لـهــا
إذ رابهــا الـدهـر والـدهـر ضـــــرار
لابـد مــن ميتـةٍ فـي صرفهــا عـــبـر
والدهـر في صرفــه حـول وأطـــوار
قد كان فيكم أبــو عمــروٍ يسـودكــم
نعـــم المعـمـم للـــداعـيـن نـصــــار
صـلب النـحيـزة وهـاب إذا منعــــوا
وفي الحروب جري الصدر مهصـار
يا صخـر وارد مـــاءٍ قــــد تنـــاذره
أهل المـــارد مـا فـي ورده عـــــار
مشى السبنتى إلى هيجاء معضلةِ
لـه ســلاحــان : أنـيـاب وأظـفــــار
وما عـجــول عـلــى بـوِ تـطـيف به
لهـــا حنـيـان : إعــلان وإســــرار
ترتــع مارتعـت ، حتى إذا اد كرت
فإنـمـــا هـي إقــبـــــــال وإدبـــــــار
لاتسمن الدهر في أرضٍ ، وإن رتعت
فـإنمـــا هـي تحنـــــــان وتسجــــار
يومــــاً بـــأوجــد مـني يوم فـارقني
صخــر وللـــدهر إحـــلاء وإمــرار
وإن صخــــراً لـوالينــــا وسيـــدنــا
وإن صخـــــراً إذا نشتــو لنحــــــار
وإن صخــراً لمقـــدام إذا ركبـــــوا
وإن صخــراً إذا جـــاعـوا لعـقـــار
وإن صخــراً لتـــأتــم الهـــداة بــه
كـأنه عـلـــم عـــلى رأســــه نـــار
جـلـــد جـمـيـل المـحـيا كامل ورع
وللحــروب غـداة الـروع مسعــار
حمــــال ألــــويةٍ هبــــاط أوديــــةٍ
شهـــــاد أنـــديةٍ للجـيـش جــــرار
نحــــار راغـيةٍ ملجـاء طـــاغـيـةٍ
فكـــاك عـــانـيـةٍ للعـــظـــم جـبـار
فقـلت لمـا رأيـت الـدهر ليـس لـه
معـــاتـب وحـــده يســـــدي ويـنار
لقــد نعـى ابـن نهـيـكٍ لي أخاً ثقةٍ
كانــت تـــُرجــم عـنـه قـبـل أخبار
فـبـت سـاهــرةً للنـجـم أرقـــبــــه
حـتى أتى دون غور النجم أستار
لـم تــــره جــارةٌ يمشي بساحتها
لريبةٍ حـيــن يخـلي بـيـتـه الجـار
ولا تـــراه ومـا في البـيـت يأكـله
لكنـه بـــارزٌ بالصحــن مـهـمـــار
ومطعم القوم شحماً عند مسغبهم
وفي الجدوب كريم الجد ميســـــار
قد كـان خالصتي من كل ذي نسبٍ
فقد أصيب فمــا للعـيـش أوطـــــار
مثل الردينيي لــم تـنـفـد شبـيـبـتـه
كــأنه تـحـت طـي الـبـرد أســـوار
جهم المحيا تضيء الليل صورته
آباؤه من طـوال السمــك أحــرار
مورث المجــد مـيـمـون نـقيبتـــه
ضخم الدسيعة في العزاء مغوار
فــرع لفــرعٍ كريم غير مؤتشبٍ
جلـد المـريـرة عـنـد الجمع فخـار
في جـوف لحــدٍ مقيـم قـد تضمنه
في رمسـه مُقطمـــرات وأحجــار
طـلق اليدين لفعل الخير ذو فجـرٍ
ضخـم الدسيـعـة بالخيـرات أمـار
ليبكـه مُقـتـر أفـنـى حــــريـبـتـــه
دهــــر وحالفـه بـؤس وإقـتـــــار
ورفقــه حار حاديهـــم بمهلكــــةٍ
كأن ظلمتها في الطخيــة القــــار
ألايمنع القوم إن سألوه خلعـتـــه
ولا يجـــاوزه بـالليــــل مُــــــــرار
ضامن المعروف وقاري الضيوف
أعــيـنـي هــلا تـبـكـيـان عـلى صـــخـر
بــدمــــع حـثيـث لابـــكيء ولا نــــــزر
وتستـفـرغان الدمــــع أو تـــذريـــانـــه
على ذي الندى والجود والسيد الغـمــر
فمــا لكـمـا عـــن ذي يـمـيـنيـن فـابكيــا
عـلـيه مع الباكـي المسـلـب من صـبــر
كـــأن لـــم يـقـــل أهــلاً لطــالب حـاجـةٍ
وكـــان بـلـيــج الـوجـه مـنشرح الصدر
ولــم يغـــد فــي خيــــل مجــنـبـة القـنــا
ليـــروي أطــــراف الـرديـنـيـة السـمــر
فشـــأن المنــايــا إذ أصـابـك ريـبـهـــــا
لتغـــدو عــلى الفـتـيـان بعدك أو تسري
فمـن يضمـن المعـروف في صلب ماله
ضمــانك أو يـقـري الضيوف كما تقري
ومبـثـوثةٍ مـثـل الجــــراد وزعـــتهــــــا
لهــــا زجــل يــمـلا القلوب من الذعـــر
صبحتـهــم بـالخيــل تــــردى كــأنـهـــــا
جــراد زفـتـه ريـــح نجـــد إلى البحــــر
وكـــأن قـــرنـت الحـق من ثوب صفوةٍ
ومــن سـابـح طــرفٍ ومـن كـاعب بكر
وقــائـلــه والنعـش قـد فـات خطـوتهـــا
لتـدركـه: يا لهف نفـسي عـــلى صخــر
ألا ثـكـلـــــت أم الــــــذين مشــــوا بـــه
إلى القــبــر مــاذا يحملــون إلـى القبـر
ومــاذا يــواري القـبــر تحـت تــرابـــته
مــن الخـيـر، يا بؤس الحوادث والدهر
ومِ الحــزم في العـزاء والجـود والندى
غـــداة يـرى حلف اليســـارة والعـســر
لقـــد كـــان فـــي كــل الأمــــور مُهـذباً
جليــل الأيـــــادي لا ينهـنـــه بـالــزجــر
وان تلقـــه فـي الشـرب لا تلق فاحشـاً
ولا نـاكثــاً عـقــد الســرائــر والصـبــر
فلا يبعــدن قـبــر تـضـمـن شـخـصـــــه
وجـــاد عــليــــه كـــل واكـفــة الـقـطــر
